أبدأ بحكايات طفولتي وأنا عمري لا يتجاوز ٨ سنوات، طبعًا في الثمانينيات الهجري.
بدأت في تسجيل اسمي في مدارس الابتدائية بقرية الخيل الدهماء، وأيام طفولتي كانت ديار الخيل الدهماء جميلة، وكان أهلها في قرية الخيل الدهماء أجمل، وكانت قريتنا تكسو منازلهم قديمًا، اللي حاله ميسور يبني له بيت من حجر وطين ودوم ومض، أما اللي حاله ضعيف يبني له بيت من عشة، من حول العشاش زروب لكي تحجب على بيوتهم، أما اللي أقل من ضعيف يبني له بيت من خطروش.
الآن نتكلم عن السراج قديمًا من الحجر أو الفوانيس، طبعا الأهالي في قرية الخيل الدهماء من صباح الفجر ينتشرون إلى مزارعهم، ويقضون يومهم في البلاد، وأيام طفولتي كانت المزارع خريف والسماء ملبدة بالغيوم والله يحفظ مزارعهم من خراب الأمطار، علمًا بأن أمطارهم غزيرة دائمًا.
نجي لأكلات اهالي قرية الخيل الدهماء قديمًا، كانوا قبل المغرب يسوون هرشة من الهجاجيف، وخمير الذرة مخبوز في الميفا ثم بعدها يضعون الهجاجيف الخمير في الحيسية المصنوعة من الفخار، ثم يفحسوا الهجاجيف الخمير في الحيسية، ثم يضيفون عليها الحقنة ثم الغلف ثم سمن البقر قديمًا أو جمارير خبز خضير يفحسوه في الحيسية، ثم يضيفون عليها حليب البقر والسمن والسكر، أو جمارير خبز خضير حالي ثم يتحسو عليها بحليب البقر وخاصة بعد صلاة العشاء.
وبالنسبة لأكلات الغداء قديمًا فكانت هجاجيف خمير مخبوز في الميفا ويضاف له مغاش لحم، أو حوت عربي، ويضاف معها بامية وطمطم مكشنه بزيت السمسم والبسباس الأحمر بجانبها فجل الواصلي، وبعدما ينتهون من غداهم يقربون براد شاهي على الجمر.
أما فطور الصباح ويسمى في الثمانينيات الهجري صفيرة يعني يأكلوا مشبك وحلوى بجوارها جبنة قهوة مصنوعة من الفخار أو زلبية خمير مطبوخ بزيت السمسم.
وبعد الصفيرهذة بساعتين أو ثلاث ساعات فيه أكلات تسمى القروع أي بعد الفجر بثلاث ساعات تكون أكلاتهم مكونة من هجاجيف خمير مخبوز في الميفا، ثم يضاف عليها صحن من سمن البقر أو صحن من زيت السمسم ومعها حوت عربي من النوع الجيد، بجوارها قدع حقنة.
وبالنسبة لحياة الشقاوة في طفولتي في الثمنينات الهجري مع أسرتي في قرية الخيل الدهماء، فبعد صلاة الفجر وعند شروق الشمس بساعة كنا نذهب إلى مدارس قريتي الابتدائية، ثم نرجع إلى منزلنا الظهر ثم نتناول طعام الغداء مع أسرتي ثم نأخذ القيلولة، وبعدها أنطلق إلى البلاد وأجي لها بعلف للبقر والغنم ثم أنزلها في مطرح البقر والغنم، وبعدما أنتهي من علف الحلال أحضر أعزكم الله حاملتين وأحمل عليها الجرار، وهي طبعًا مصنوعة من الفخار ثم أرد بها إلى وادي بيش وأملأ الجرار ماء من وادي بيش ثم أرجع بها إلى المنزل ثم أنزل الجرار وهو مليء بالماء، ثم أذهب إلى ميدان الكرة إلى المغرب هذه حياة الطفولة.
وعلى هذا الموال إلين طلبت الختان ثم ذهبت إلى الطائف وعمري ١٨ سنة، حينها اجتزت الاختبارات ودخلت لسك العسكري.
أحببت أن أنقل لكم حياة طفولتي في ديار الخيل الدهماء.