
مرض ( التوحد) الذي يؤدي إلى اضطراب يؤثر على الدماغ والجهاز العصبي ويؤثر بشكل مباشر على القدرة المعرفية والاجتماعية للفرد، كما أن هناك اضطراب يعيق قدرة الطفل على التعلم والتفاعل والتواصل.
وتزامنًا مع اليوم العالمي لمرض التوحد ، صحيفة “نزاهة ” الإلكترونية تسلط في تقريرها التالي الضوء على هذا الداء وذلك لكشف عددًا من الحقائق الخطيرة عن هذا المرض الذي عرف بـ “التوحد” ، وفقًا للسجلات والدراسات الاستقصائية.
ففي الآونة الأخيرة اضطراب التوحد أصبح أكثر شيوعًا عشر مرات مما كان عليه في الثمانينيات والسبب في ذلك هو أنماط الحياة غير الصحية للوالدين والتغيرات البيئية.
ما هي أعراض التوحد؟
قبل بلوغ الثلاث سنوات لابد من الملاحظة الجيدة للطفل للتعرف على وجود أعراض للتوحد أو لا ، قد يكون الطفل طبيعي حتى عمر السنة ونصف أو السنتين وبعد ذلك تظهر عليه أعراض متنوعة ومنها:” تكرار حركات معينة ، كالإهتزاز والدوران ، ويمنع الاتصال بالعين وكذلك اللمس وكذلك تأخر في تعلم الكلام ومنها تكرار الكلمات والعبارات وشعوره بالضيق مع التغيرات البسيطة “، ويجب العلم بأن هذه الأعراض قد تحدث مع بعض الأشخاص الطبيعين.
علامات الإنذار المبكرة : السنة الأولى :
1- لا ينتبه الطفل لصوت الأم.
2- لا يستجيب لاسمه.
3- لا يبتسم أو يستجيب للإشارات الاجتماعية، عند حدوث هذه الأعراض يجب استشارة الطبيب الخاص بطفلك لمعرفة ما إذا كان طفلك يعانى من التوحد أم لا.
علامات الإنذار المبكرة : السنة الثانية :
1- لا ينطق الطفل كلمة واحدة حتى سنة وأربعة أشهر.
2- لا يكون جُمل من كلمتين حتى عمر السنتين.
3- فقد مهارات اللغة.
4- لا يجد المتعة عندما يداعبه أو يلاعبه الكبار
أعراض أخرى للتوحد :
قد يعانى طفل التوحد من أعراض فسيولوجية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي كالإمساك و اضطرابات النوم ، ونسبة من أطفال التوحد قد يعانون من التشنجات و أيضاً مشكلات بعضلات الجسم المختلفة فيجد صعوبة في الجري وصعود السلم.
كيف يؤثر التوحد على المخ ؟
يكون تأثيره في الغالب على العواطف ، حركات الجسد و مهارات الاتصال ، بعض الأطفال قد يعانون من كبر حجم المخ و الدماغ وذلك نتيجة للنمو غير الطبيعي للمخ ، الجينات الغير طبيعية التي تنتقل في العائلات قد تكون السبب في ذلك ومازالت الأبحاث مستمرة لتجد طريقة لتشخيص التوحد عن طريق فحص المخ.
الفحص المبكر للتوحد ؟
عدد من الأطفال لا يتم تشخيصهم حتى سن قبل المدرسة ، وقد يفقدون المساعدة التي تُقدم لمثلهم في سن مبكرة ولذلك فإن الإرشادات تدعو لفحص الطفل عند تسعة أشهر لمعرفة إذا كان يعانى من تأخر في اكتساب المهارات .
ولذلك يجب الفحص جيداً للأطفال عند عمر السنة ونصف والسنتين وكذلك عند الأطفال الذين يعانون من مشكلات فى السلوك أو التعامل أو لديهم تاريخ عائلي خاص بالتوحد.
الأخصائي النفسي ؟
يستطيع الأخصائي النفسي التعرف على المشكلات الاجتماعية التي يعانى منها الطفل ، قد يمنع الطفل الاتصال بالعين حتى مع والديه ، ومن الممكن أيضاً أن يقومون بالتركيز على شيء معين ولا ينتبهوا لأي شيئ آخر لمدة طويلة ، و أيضاً فهم لا يستخدمون لغة الجسد و الإيماءات و تعبيرات الوجه للاتصال الاجتماعي .
تقييم الطفل ؟
لا يوجد اختبارات طبية لتقييم الطفل ولكن نحتاج لعمل بعض الفحوصات لاختبار فقد السمع ، التسمم بالرصاص أو مشكلات النمو الغير متعلقة بالتوحد ، قد يحتاج الآباء الإجابة على بعض الأسئلة ليتعرف الطبيب على سلوك الطفل ويقييم مهاراته الاجتماعية.
العلاج قبل عمر الثلاث سنوات له دور عظيم في تحسين حالة الطفل.
علاج حالات التوحد ؟
يستلزم الاعتماد على طرق كثير وهى : برامج العلاج السلوكي : هذه البرامج تساعد الطفل على تعلم الكلام والاتصال والتعامل مع الآخرين بصورة أفضل. شجع الطفل للقيام بأفعال إيجابية وإبعاده عن الأفعال السلبية.
التعليم : يحتاج هؤلاء الأطفال لمدارس خاصة بها خدمات مُعدة خصيصاً لهم لعلاج الكلام وكذلك علاج المشاكل الوظيفية التى يقابلها الطفل.
العلاج الدوائي : لا يتم علاج التوحد دوائياً ، ولكن يتم علاج بعض المشكلات السلوكية المصاحبة له مثل حالات الاكتئاب عن طريق استخدام مضادات الاكتئاب ، و أيضاً إذا كان الطفل يعانى من التشنجات يمكن استخدام مضادات التشنج لمثل هذه الحالات.
الإندماج الحسي : قد يعانى أطفال التوحد من حساسية زائدة للأصوات و للروائح و اللمس و الرؤية والتذوق ، لذا فإن مساعدة الأطفال على التكيف مع الأحاسيس المختلفة له نتائج هائلة فى تحسين حالتهم .
التوحد و تغذية الطفل ؟
قد يعانى الطفل من مشكلات في الهضم وأيضاً بعض الأطفال يعانون من مشكلة تناول أشياء أخرى غير الأطعمة كالأوراق أو الأتربة ، فيما لا يوجد نظام غذائي معين يُتبع لأطفال التوحد، حيث يقوم كل طبيب بمحاولات لمعرفة أي أنواع الأغذية تناسب الطفل حيث تختلف من طفل لآخر.
علاج غير تقليدي ؟
تمتلئ شبكة الإنترنت أنواع مختلفة وجديدة من العلاج لأطفال التوحد مقدمة للآباء فاقدي الأمل ، ولكن قبل استخدام أي منها لابد من التأكد من آمنها وعدم وجود أي مخاطر على الطفل من الطبيب المعالج.
أسباب التوحد ؟
إن العلماء لم يتوصلوا لسبب حدوثه ولكن نظراً لحدوثه في العائلات فإن البعض يفترض تدخل العامل الوراثي ، وهناك العديد من الأبحاث لدراسة ما إذا كانت التعرض لبعض المواد الكيميائية أو أي عدوى قبل الولادة تؤدى لذلك. تزداد نسبة حدوث التوحد عند الأطفال الذين يعانون من أمراض وراثية أخرى ، أيضاً فإن تعاطي بعض الأدوية أثناء الحمل قد يؤدى لحدوث التوحد.
التوحد بين الأشقاء : وجدت العديد من الدراسات أن وجود طفل لديه التوحد تكون نسبة حدوث التوحد لدى أشقائه 19% ، وعند وجود طفلين لديهم التوحد في نفس الأسرة فإن نسبة حدوثه عند الطفل الثالث أعلى من ذلك ،وتزيد النسبة في حالة الأشقاء التوأم لتكون 31 % ،وعندما يكون التوحد لدى طفل ولد فإن نسبة حدوثه للآخر تزداد بنسبة 71%.
تكيف طفل التوحد بالمدرسة ؟
أمر ضروري ويختلف ذلك من حالة لأخرى ، قد يتواجد الطفل بفصل في مدرسة عامة وقد يحتاج إلى فصل خاص أو أن يتواجد في مدرسة مخصصة أو أن يتم تعلمه في منزله التعايش مع مرض التوحد: يمكن التعايش مع مرض التوحد في نسبة كبيرة من المرضى والذين يملكون قدرات دماغية عالية ولديهم معدل ذكاء عالي ،المرضى الذين يعانون من انخفاض معدل الذكاء يمكنهم التعايش والعمل وتحسين حالتهم إذا تم التعامل معهم جيداً وتدريبهم على كيفية التعايش باستقلال والتعامل مع حالتهم بصورة أفضل.
دور الأهل في علاج طفل التوحد ؟
يمكن للأبوين أن يقدما الكثير للطفل المصاب بمرض التوحد، لمساعدة على التعايش مع هذه الحالة أو التحسن قدر المستطاع، ودور الأم الأكثر أهمية، حيث يمكن أن تحتضنه وتقدم له مشاعر الرعاية التي يحتاج إليها، وعلى الأب توفير خدمات الرعاية الصحية اللازمة، وكذلك التعليمية، وهذا الدعم المستمر يلعب دورا كبيرا في تحسين حالة الطفل، حيث أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن بإمكان الآباء المساهمة في نجاح العلاجات النفسية والسلوكية وبرامج التأهيل للطفل المصاب، وهناك تقارير من منظمات عالمية عن حالات أطفال مصابين بهذا المرض تماثلوا إلى الشفاء بدرجات عالية للغاية، وبعضهم وصل إلى المراحل الطبيعية في الاستجابة والمهارة، وأصبح مثل باقي الأطفال الطبيعيين، وبعض الحالات أصبحت ناجحة في الاستقلال بعد سن الرشد، رغم أن المرض يمنعهم من الاستقلال، إلا أنهم نجحوا في ذلك، وانتشرت ثقافة مرض التوحد بين الكثير من الأوساط، بل أصبح بعض الأشخاص الذين يعانون المرض يتحركون ويسعون من أجل العلاج بأنفسهم ويستجيبون بشكل كبير.
حقائق عن التوحد ؟
* يصيب التوحد حالياً طفلاً من بين كل 68 طفلاً، ويصيب الذكور أكثر من الإناث، ويبلغ معدل إصابة الأطفال الذكور 1 من بين كل 42 صبياً.
* التوحد إعاقة تنموية عصبية تظهر عادة قبل سن 3 سنوات، ومعدلات الإصابة به في تزايد مستمر.
* يكلّف التوحد أسرة المصاب حوالي 60 ألف دولار سنوياً في الولايات المتحدة.
* يبلغ معدل إصابة الأطفال الذكور بالتوحد 4 إلى 5 أضعاف الإناث.
* لا يوجد علاج للتوحد، لكن اكتشاف الحالة مبكراً يساعد على إجراء تدخلات تخفّف من الأعراض، وبشكل عام هو ليس بالحالة الصحية الميئوس منها.
* يعاني أصحاب مشكلة التوحد من حالات مرضية أخرى عادة مثل: الربو، واضطرابات الجهاز الهضمي، والتهابات فيروسية مستمرة، ، واضطرابات النوم، واختلال التكامل الحسّي، واضطرابات التغذية، والصرع.
معلومات مهمة عن التوحد ؟
* تختلف مظاهر مشكلة التوحد من شخص لآخر، ولا يوجد شخصان متطابقان لديهما المشكلة نفسها.
* خطر الوفاة بين المصابين بالتوحد ضعف معدل الخطر بين السكان، وفقاً لدراسة بلجيكية.
* 40 بالمائة من أطفال التوحد لا يتكلمون. وتؤثر المشكلة على مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
من جانبه ، يشار إلى أن الثاني من إبريل هو اليوم العالمي للتوحد، وقد بدأت فعالياته السنوية عام 2008، ويهدف اليوم العالمي للتوحد إلى جذب الانتباه نحو أهمية تطوير قدرات التشخيص، والوعي بالمشكلة، ومساعدة من يعانون من التوحد على تحسين ظروفهم المعيشية، وحصولهم هم وذويهم على الدعم الاجتماعي والنفسي.
ويعد التوحد من أسرع الأمراض انتشارا في العالم، وقد تجاوزت نسبة المصابين بالتوحد أكثر من المصابين بالسرطان أو الايدز.
يذكر أن آخر الإحصاءات تشير إلى وجود أكثر من 322 ألف مصاب بالتوحد في المملكة.
وخلال هذه الإحصاءات تبين أننا بحاج إلى نشر ثقافة التعامل مع المصابين بالتوحد وعلى أنهم أشخاص يمكن التعامل معهم وقبولهم بوضعهم المختلف عن الأشخاص الطبيعيين، وعدم التعامل معهم على أنهم متخلفين أو لديهم إعاقة ذهنية أو مرضى غير طبيعيين.